تمكنت البطلة الجزائرية إيمان خليف اليوم من إسكات أفواه منتقديها ودفعهم إلى التركيز على تألقها وعزمها، واستخلاص الدروس من شخصيتها القوية الفذة المستمدة من أرض الشهداء .
حينما ردت عليهم داخل حبال الحلبة في الدور الربع النهائي لأولمبياد باريس في وزن أقل من 66 كغ أمام المجرية آموري، التي استسلمت هي الأخرى، وتيقنت أن منافستها إمرأة بقلب ألف رجل، وأن ما يقال عنها ماهو إلا افتراء وغيرة من بطلة قادمة سيحفظها تاريخ الأولمبياد وتاريخ الملاكمة العالمية رغم كيد الكائدين.
الجالية الجزائرية تغزو قاعة “آرينا” وإيمان تهديهم التأهل
الجزائريون بقوة في قاعة “آرينا” شمال باريس هناك أظهروا للعالم اللحمة الجزائرية والوقفة الحقيقية لحظة الشدائد، وأن العلم الجزائري يعلو ولا يُعلى عليه.
فبأرض فرنسا كسروا الصمت وبصوت واحد “كلنا إيمان”.. لتدخل لبؤة الجزائر وكلها تركيز على هدف واحد، أمام قاعة جزائرية بامتياز ودعم منقطع النظير ودعوات من كل حدب وصوب، دخل الحلبة وعينها على منافستها وكيفية إسقاطها وإسكاتها، وهو ما كان سريعا فخلال الجولات الثلاث لم تقوى منافستها على الاقتراب منها مكتفية بتلقي اللكمات الواحدة تلوى الأخرى، يمينا ويسارا. فما كان على الحكام سوى انصاف الأداء الرائع لصاحبة الـ25 ربيعا. بإقرار فوز إيمان وبلوغها النصف النهائي .
إيمان تنفجر بكاءً بعد الضغوطات الكبيرة التي طالتها
وعقب نهاية النزال وبعد تحية الجماهير انفجرت البطلة المتوسطية ونائبة بطل العالم إيمان خليف بكاءً، في مشهد يعبر حجم معاناتها من الضغوطات والوالحملة الدنيئة والعنصرية التي طالتها. لتؤكد في تصريحاتها فخرها واعتزازها بالجزائر والجزائريين الذين أهدت لهم الفوز والتأهل والميدالية الأولى في تاريخ الملاكمة النسوية الجزائرية، وعودة الألقاب إلى هذا الاختصاص بعد آخر تتويج أولمبي في سيدني 2000، مع برونزية محمد علالو. مؤكدة أنها هذا التأهل رد على من شكك في عرضها وشرفها.
رئيس الجمهورية يهنئ إيمان خليف.. ويؤكد وقوف الدولة الجزائرية وراءها
وعقب التأهل للبطلة الجزائرية إلى دور النصف النهائي برق رئيس الجمهورية بتدوينة له عبر صفحته الرسمية على منصة X، هنأ فيها البطلة الجزائرية قائلا”لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية..سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك..بالتوفيق في الدورين القادمين..و إلى الأمام”
الموعد مع المجد يتجدد يوم الثلاثاء بداية من الساعة 21:24
يومان تبقيا لإيمان قصد الاستعداد للدور الأهم الدور النصف النهائي، وهو المحطة قبل النهائية ، ما يعني الاقتراب أكثر من المجد الأولمبي، حينما تلاقي التايلندية “جانجيم سوان نافينغ” التي سبق وأن واجهتها العام الماضي وتمكنت من الفوزعليها بسهولة في بطولة العالم بنيودلهي الهندية .. قبل أن يصدر القرار المجحف مباشرة بعد ذلك بإقصاءها ليتم تأهلت التايلندية بدلا عنها إلى النهائي الذي خسرته أمام الصينية يانغ ليو .
