يبدو أن ما يعرف اليوم بقضية القمصان والخريطة الوهمية، تقترب أكثر فأكثر من النهاية، بعد انتهاء المهلة المقدمة من طرف محكمة التحكيم الرياضية للكاف، قصد الرد على استفسارها حول اعتماد الخريطة غير المعترف بها على اقمصة فريق نهضة بركان المغربي، والتي كانت سببا مباشرا في عدم إجراء مباراتي دور النصف النهائي لكأس الكاف ذهاب، وإياب.
إقتراب حسم الجدل القائم يأتي بعد الدلائل القوية التي قدمتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وفريق إتحاد العاصمة وبالحجة القانونية، حيث تسود لدى المحامون الموكلون من الطرف الجزائري ثقة كبيرة في الفوز بالقضية، بما أن كل القوانين المنظمة للعبة وكذا المنافسة تصب في مصلحة فريق الإتحاد. والبداية بقانون المنافسة في مادته الرابعة التي تشترط على الفرق الحيازة على قميصين مختلفين من حيث الالوان، فيما تشير المادة السابعة على ضرورة أن يكون القميص الثاني خال من أي إشهار، تفاديا لتعارضه مع قوانين البلدان المستضيفة الواجب إحترامها.
الفاف تضع أمام التاس قوانين الكاف.. وال “بورد” العالمي سينصف الإتحاد
دفاع الاتحاد الجزائري في شكواه ضد الكاف وخروقاته، وضع أمام محكمة لوزان عددا من المواد القانونية المنتهكة من طرف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، بالسماح لفريق نهضة بركان باللعب بذات القميص، الذي صممه خصيصا لمواجهة اتحاد العاصمة، والدليل عدم اللعب به محليا. حيث تنص لوائح الكاف بصراحة في بنود المادة السابعة عشر على منع عزف النشيد الوطني خلال منافسات الاندية الأفريقية فيما بينها، وهو إشارة واضحة على أن الاندية تمثل نفسها، وليس بلدانها .
ولعل ابرز الحجج المقدمة من هيئة الدفاع هو قانون الكاف في المادة الثانية الذي يلزم جميع المنظوين في إطار الهيئة القارية باحترام ال “بورد” العالمي ألا وهو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذا قانون الاتحاد الإفريقي وقانون الفيفا والميثاق الأولمبي وحتى القانون الأساسي للكاف الذي يلزمه على احترام ما سبق ذكره ، خاصة وانها تعتبر من مبادئ هذه الهيئات الدولية، لكن يبدوا ان هيئة موتسيبي فقدت بوصلتها ، وانسلخت عن مبادئها الأساسية في حماية اللعبة في القارة السمراء. فبدل ان تعمل لتطويرها وحمايتها، فتحت بابا واسعا لانتهاك القوانين، وذلك لنيل رضا شخص معين، على حساب قارة بأكملها.
وضعية لا يحسد عليها تلك التي يعيشها مبنى القاهرة بعدما وجد في طريقه دولة الجزائر التي اعلنت حربا على تجاوزاته المتكررة، وتسعى لتحريره من الاختطاف الذي تعرض له مع سبق الإصرار والترصد.
التاس تخوض في المضمون وتبدا بالإجراءات
اعلنت محكمة التحكيم الرياضية بسويسرا قبل يومين بداية إجراءاتها في الشكوى التي تقدم بها الاتحاد الجزائري لكرة القدم ضد تجاوزات الكاف للقوانين المسيرة للمنافسات في القارة، حيث قامت محكمة لوزان بمراسلة الكاف للرد على اتهامات الجزائر، ومن المنتظر ان الهيئة القارية قد ردت على مراسلة التاس يوم أمس 3 ماي ، حيث ستبدا في جمع كل التفاصيل قصد بداية الدراسة. كما قدمت بدورها إدارة إتحاد العاصمة شكوى في السياق ذاته ضد فريق نهضة بركان، ومن المتوقع ان تقوم المحكمة الرياضية بعد دراسة الملفين بجمعهما، بما انهما يحملان نفس المضمون.
هذا واعتمد الهيئة القانونية الدولية قاضيا واحدا لدراسة الشكوى والفصل فيها، وذلك لتفادي التأخير والتأخر في إصدار القرار المتوقع قبل لعب نهائي كأس الكاف يوم 12 ماي. حيث سيتضمن توقيف المباراة النهائية وهو ما يصب في مصلحة اتحاد العاصمة، وقد يفضي إلى إعلان الفريق الجزائري متأهلا إلى المباراة النهائية وإقصاء فريق الخريطة المزعومة. مع توجيه إنذار للهيئة القارية بارتكابها لأخطاء جسيمة وتجاوزها لمبادئ اللعبة وهو الأمر الذي يدخل في خانة المحرمات.
