في أجواء أقل ما يمكن وصفها بالرائعة والمبهرة كانت الأمسية الأخيرة للدوري الجزائري، بملعب نيلسون مانديلا صنع جماهير مولودية الجزائر على غير العادة وبعيدا عن معقلهم المعتاد صورا خرافية في سهرة التتويج بالدرع، في مباراة زينتها أهدافها الخمسة، أمام مولودية وهران، هناك كتب تاريخ جديد للمولودية المقبلة على تحديات أكبر مع بداية الموسم المقبل، ورسائل مناصريها نعم نلنا اللقب، لكن نريد المزيد من الأفراح بدء من نهائي الكأس بعد أسبوعين، والآمال والشهية ستزداد بعدها.
14 سنة من الغياب عن منصة التتويج بالدوري، خلفت فرحة كبيرة في أوساط جماهير المولودية
اللقب الثامن للمولودية جاء بعد سنوات عجاف عجزت مختلف التشكيلات والإدارات المتعاقبة في إهداءها للجماهير الأكبر في الجزائر، 14 سنة منذ آخر احتفال بالدرع، و 8 سنوات عن آخر تتويج، مدة عاش فيها مناصر المولودية على الحسرة والتساؤل، قبل أن يأتي الموسم الكروي 2023/2024، ليستعيد فيه بسمته واعتزازه باللونين الأحمر والأخضر، بعد بروز أولى العلامات مع انطلاقة البطولة بعدما لبس الفريق بقيادة المدرب باتريس بوميل ثوب البطل، مستفيدا من استقدامات مدروسة قدمت ماكان منتظر منها، واستقرار إداري برئاسة حكيم حاج رجم لم يشهده بيت المولودية منذ سنوات عديدة، كلها توابل استثمر فيها رفقاء افضل لاعب في البطولة يوسف بلايلي فراحوا يسجلون انتصارات الواحد تلوى الآخر ليحققوا علامات كبيرة وأرقام قياسية تاريخية، حيث انهزم الفريق في مباراة واحدة غدفي مرحلة الذهاب أمام النادي الرياضي القسنطيني، لكنه لم يهتز، وكان اول فريق يسجل 25 هدفا بعد مرور 8 جولات فقط، وفي المرحلة الثانية وبعد التتويج باللقب الشتوي واصل الفريق عروضه القوية نحو تحقيق الهدف، محطما رقما قياسيا آخر حيث ومع الفوز على الإتحاد الرياضي السوفي بنتيجة 4-0 ، كان اول فريق في تاريخ البطولة المحلية يبلغ النقطة ال52 بعد مرور 22 جولة، وكان قبلها يوسف بلايلي اول لاعب يسجل 10 أهداف بعد مرور 8 جولات، ارقام وإحصائيات جعلت الترشيحات بل التوقعات كلها تصب في مصلحة النادي الأكثر شعبية في الجزائر ونصبته قبل الآوان بطلا يصعب الإطاحة به، ليجسد الأمر على الواقع بعدما حسم أمر الصدارة مبكرا عند الجولة ال26، بعدما توسع الفارق عن أقرب ملاحقيه إلى 14 نقطة بعد فوزه على غريمه إتحاد الجزائر.
بلايلي، نعيجي، مرزوقي .. القوة الضارية في الهجوم
تألق المولودية العاصمية في هذا الموسم يعود بشكل كبير إلى الإضافة الكبيرة التي قدمها لاعبوها الجدد على غرار اللاعب الإيفواري زوغرانا بن خماسة، والمدافعين عبد اللاوي و غزالة، حيث تلقى الدفاع 20 هدفا كأفضل دفاع في البطولة رفقة شباب بلوزداد، في المقابل خط هجوم البطل كان ناريا، بقيادة بلايلي الذي بصم على 14 هدفا متصدرا جدول ترتيب الهدافين رفقة اسماعيل بلقاسمي لاعب إتحاد العاصمة، الذي فاز بلقب الهداف بفارق ضربات الجزاء المسجلة، كما يعتبر يوسف بلايلي أفضل ممر في البطولة ب 12 تمريرة حاسمة، هجوم المولودية بصم هذا الموسم على حصيلة بلغت 55 هدفا، كان فيها الوافد الجديد زكرياء نعيجي بالإضافة إلى بلايلي وراء تسجيل 11 هدفا ونفس العدد من التمريرات الحاسمة، المولودية لم تكتفي بهذا فقط بل ضمت تشكيلتها افضل لاعب جوكير ويتعلق الأمر بخير الدين مرزوقي الذي وقع على 9 أهداف كانت بعضها حاسمة.
تسليم الدرع للمولودية في أجواء لم يسبق لها مثيل ومنصة عالمية لرفقاء عبد اللاوي
تاريخ 14 جوان 2024 لن يُنسى بالتأكيد لدى الجماهير العريضة للنادي العاصمي، التي امتلأت بها مدرجات ملعب نيلسون مانديلا. بحضور رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، الذي أصر على التواجد في الاحتفالية مباشرة بعد وصوله إلى أرض الوطن عائدًا من تونس، حيث كان معنيا باجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد شمال أفريقيا لكرة القدم. وكان وراء تسليم الدرع لزملاء القائد أيوب عبد اللاوي، برفقة الرئيس المدير العام لسوناطراك، السيد رشيد حشيشي، وبحضور أحد أبرز نجوم النادي السابقين، السيد علي بن شيخ، بالإضافة إلى المسؤول عن تسيير الرابطة المحترفة لكرة القدم، السيد محمد أمين مسلوڨ.
وتجدر الإشارة ان مراسيم تسليم الدرع لنادي مولودية الجزائر شهدت تنظيما مثاليا ومحكما، وأجواء لا تختلف عما يشاهد في كبرى الدوريات. في محطة تتمنى جميع الجماهير تكرارها بهذا الشكل كل موسم.